السعودية آخر صدامات المعلق الجزائري حفيظ دراجي مع الجماهير العربية، فما آن الأوان لمحاسبة النفس؟!GOAL ARزهيرة عادل

إلى حفيظ دراجي .. تونس فالمغرب ثم السعودية، توقف عن وأد الحلم العربي!

السعودية آخر صدامات المعلق الجزائري حفيظ دراجي مع الجماهير العربية، فما آن الأوان لمحاسبة النفس؟!

تعلم لماذا يتجمع الكثيرون حول الساحرة المستديرة وملاعبها وشاشات عرضها؟ هي المجال الوحيد الذي لا يعرف معنى للأقنعة، هي ليست كالسياسة، التي إن عرفت الخلافات طريقًا لها، فلن يهدأ الوسط أبدًا، ولا كالاقتصاد، حيث الأرقام الكثيرة والخسائر التي قد يصعب تعويضها، بها كل شيء ممكن والمستحيل لا يعرف طريقًا لها.

لكن تعرف ما هو الشيء الأكثر جمالًا في كرة القدم والرياضة بشكل عام؟ مؤكد أنها الشيء الأول وربما الوحيد في عصرنا هذا الذي يوحد الشعوب سويًا، ليس بالضرورة أن تتجمع مع أناس من نفس جنسيتك، فربما يغيب منتخب بلدك عن بطولة قارية أو دولية، لكن تذهب لدعم منتخب آخر بقوة، ستجد نفسك تجلس أمام التلفاز وتشجع بحماس لا تعرف من أين أتى!، فهذه هي المستديرة.

وبكل حزن وأسى يمكننا أن نقول أنها الوحيدة القادرة على جمع العرب على قلب رجل واحد في زمن شُقت به صفوفهم، نعم، هي ساحرة حقًا!، لكن ماذا فعلت أنت يا حفيظ دراجي؟!..

قلما تجد متفرجًا يمل من سماع تعليقات المعلق الجزائري حفيظ دراجي، صوته يضيف متعة خاصة للمباراة التي يعلق عليها فوق متعتها، إذا سمعت "بابابابا" على الفور ستعرف أن على كرسي التعليق يجلس محارب الصحراء، لكن بقدر ما خلق لنفسه قاعدة جماهيرية عريضة على مدار السنوات الماضية بقدر ما يتسبب في سحب البساط من تحت أقدامه بأفعاله "غير المحسوبة".

أتفهم الخلفية السياسية التي بدأ بها دراجي حياته المهنية، فعمله في البرامج السياسية في بدايته كصحفي شاب ربما أثر كثيرًا على طريقة تفاعله مع الأحداث الكروية، لكن ألا يوجد ناصح من المقربين له، يعلمه أن الكرة بعيدة كل البعد عن الطرق السياسية؟!

في كأس العرب 2021، دخل دراجي في أزمة مع التونسيين، بعد هزيمة نسور قرطاج أمام الجزائر، إذ نشر صورة لبعض لاعبي الأول ساقطين أرضًا ويمر بجوارهم لاعب جزائري، معلقًا: "محارب الصحراء مر من هنا"، قبل أن يتدارك الأمر ويحذر الصورة بعد ذلك، حسنًا منشور غير موفق والكل يخطئ، لا مشكلة!

شكرا على حسن أخلاقك واحترامك لزملائك يا حفيظ والف مبروك للمنتخب الجزائريpic.twitter.com/UuuymutLeG

أما عن الجارة الأخرى؛ المغرب، فحدث ولا حرج عن تلاسناته مع جماهيرها وكأنه رجل سياسي من الطراز الأول، ناسيًا أن "الرياضي يوحد الشعوب لا يفرقها"، لكنها اشتدت مؤخرًا مع فوز المغرب باستضافة كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، بدلًا من أن يرتدي لباس العقل، ويوحد الجماهير حول بلد عربي مقبل على حدث عالمي وحلم جميل عاشه العرب في 2022 وقتما استضافت قطر النسخة العربية الأولى من المونديال، ويريدون تكراره من جديد، فالجميع يتشوق لأي شيء يوحدنا!

قرار الاتحاد الجزائري ، لا يشكل انهزاما، بل انتصارا للموقف الجزائري الذي لا يرضى بالابتزاز وسياسة الأمر الواقع ، ولا يمكن اعتباره تراجعا عن التزامات الجزائر مع القارة السمراء، بل يرفع الحرج عن الاتحاد الأفريقي الذي وقع في مأزق كبير بفعل الاختطاف الذي تعرض له منذ سنوات…

لكن الأكثر غرابة وسط كل ذلك هو تفاعله مع إعلان السعودية ترشحها لاستضافة كأس العالم 2034..

سبق لحفيظ دراجي أنتصادم مع الجمهور السعودي وتحديدًا جماهير الأهلي عندما حاول فقط الحديث عن التفرقة في المعاملة بينه وبين الهلال والنصر والاتحاد في الميركاتو الصيفي الماضي، هنا وقد كان يتحدث بالأساس في محاولة لإنصاف الراقي، فكيف لذكائه أن يخونه في اقتحام قضية عدم قدرة المملكة على استضافة المونديال!

في الرابع من أكتوبر الجاري كتب:"المملكة العربية السعودية في طريق مفتوح لتنظيم مونديال 2034 بمفردها بعد أن أعلنت نيتها الترشح عن قارة أسيا بالنظر لقدراتها الخارقة"، تغريدة مميزة من معلق قدير، لكن ما مر إلا يومان منها وبدأ الشد والجذب بينه وبين الجمهور السعودي جراء تغريدته التي كتبها بعد ذلك..

"بعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى 48 منتخب، و تعدد البلدان المنظمة للنسخة الواحدة مناصفة، تصبح قطر آخر بلد ينظم نهائيات كأس العالم بمفرده، لذلك ستضطر السعودية لانتقاء من يشاركها في تنظيم مونديال 2034 بسبب التكاليف الباهضة، وعدد المباريات المتزايد الذي يفوق ال 100 في النهائيات".

بعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة الى 48 منتخب ، و تعدد البلدان المنظمة للنسخة الواحدة مناصفة ، تصبح قطر آخر بلد ينظم نهائيات كأس العالم بمفرده، لذلك ستضطر السعودية لانتقاء من يشاركها في تنظيم مونديال 2034 بسبب التكاليف الباهضة، و عدد المباريات المتزايد الذي يفوق ال 100 في…

ربما تكون نوايا حفيظ سليمة من وراء هذه التغريدة، وقد يكون قد أراد توجيه النصيحة لمسؤولي السعودية، لكن طريقته لم تكن موفقة، وأدخلته في أزمة مع الجمهور السعودي الذي بدأ في الهجوم عليه والتقليل من رأيه وأحاديثه، فضم لنفسه قاعدة معارضة جديدة من بلد مختلف!

في تغريدته، تفاخر دراجي كمواطن عربي بقدرة قطر على تنظيم مونديال 2022، نعم شيء يستحق الفخر، خاصةً وأن مساحة قطر 11437 كيلومتر مربع، لكن تنظيمها لم يشهد خطأ واحدًا وشعرنا وكأنها تمتلك العالم بأكمله.

لكن إذا فعلت قطر بهذه المساحة الصغيرة بعض الشيء، لماذا يرى حفيظ أن السعودية لن تقدر؟، هل تعلم أن شبه الجزيرة العربية مساحتها 2.15 مليون كيلومتر مربع؟، ربما غفلت عن هذا!

البلد الذي ينظم موسم الحج كل عام ويستقبل ملايين الحجاج، أليس بإمكانه أن ينظم مباريات المونديال؟، المسؤولون الذين نجحوا في دب الرعب في القارة الأوروبية وكبارها باقتحامهم لسوق الانتقالات وخطف عدة نجوم من بين أنيابهم، أيعجز في تنظيم بطولة عالمية بكل ما يمتلكه من إمكانيات وخطط ورؤية واضحة؟

"العالم كله يعرف أن السعودية قادرة على تنظيم المونديال، لما لديها من إمكانيات، متأكد أن السعودية ستفعل هذا بمفردها، وستنظم نسخة مميزة ورائعة بفضل إرثها الكبير" هكذا قال ريكاردو سيتيون؛ المسؤول الإعلامي السابق في الاتحاد الدولي "فيفا"، في تصريحاته لصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، وهكذا يكون الدعم لأي حلم ناشئ، فهل نفعل نحن العرب سويًا؟

خلاصة القول: سنوات وسنوات بنى خلالها حفيظ دراجي شعبيته في مجال التعليق بعدما خلع لباس الإعلامي السياسي، ومن قلب ناصح أقولها له: "ترفع عن التعامل مع جمهور الكرة بطريقة السياسي المخضرم، نحن هنا لنتوحد، نستمتع، نحلم ونحقق".