كيف تطورت كرة القدم النسائية من التجميد إلى الاحتراف؟

2024-12-30 03:24:52

black bulls ضد المصري

نسخة كأس العالم للسيدات 2023 مثلت قمة الاهتمام بالكرة النسائية، الرياضة التى اكتسبت زخما كبيرا خلال العقود الماضية.

نسخةكأس العالم للسيدات 2023مثلت قمة الاهتمام بالكرة النسائية، الرياضة التى اكتسبت زخما كبيرا خلال العقود الماضية، رغم أنها ظلت لأحيان كثيرة تتوارى فى الظل خلف منافسات كرة القدم للرجال.

كيف تطورت كرة القدم النسائية من التجميد إلى الاحتراف؟

واستعرضت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقريراً عن كيفية تطور كرة القدم فى عالم السيدات، مؤكدة أنها بدأت تعرف طريق الاحتراف، بالتزامن مع فترة الحرب العالمية الأولى (بين عامى 1914 و1918)، أى قبل نحو 109 أعوام.

كيف تطورت كرة القدم النسائية من التجميد إلى الاحتراف؟

وأكدت تقريربي بي سي أن كرة القدم النسائية بدأت تأخذ شكلها الاحترافي في بريطانيا خلال فترة الحرب العالمية الأولى، مشيرا إلى أن ليلى بار كانت أول لاعبة محترفة فى تاريخ اللعبة.

وأضافت أن ليلى بار بدأت مشوارها فى الفترة المذكورة كلاعبة لفريق أحد المصانع فى مدينة بريستون الإنجليزية، وكانت غالبية لاعبات الفريق من العاملات فى المصنع، وقيل إنها كانت تحصل على راتبها عبارة عن علب من لفافات التبغ، حيث كانت تعشق التدخين.

وتابعت، "أصبحت ليلي فيما بعد أول سيدة يتم وضع صورها فى متحف تاريخ كرة القدم الوطني، وأول من يصنع لها تمثال، باعتبارها اول لاعبة كرة قدم محترفة في تاريخ اللعبة".

وأوضحت "بي بي سي" أن فريق ديك كير للآنسات كان أول فريق كرة قدم نسائي ترتدي لاعباته السراويل القصيرة، وأول فريق من نوعه يسافر إلى خارج بريطانيا في جولات رياضية.

وأشارت إلى أن إحدى مباريات الفريق في عام 1920، والتي أقيمت في فترة أعياد رأس السنة امام فريق سانت هيلين، على ملعب جوديسون بارك معقل فريق إيفرتون الإنجليزي، شهدت حضور 50 ألف متفرج في الملعب، مع وجود الآلاف غيرهم لم تتسع لهم المدرجات.

رغم شعبية اللعبة في سنواتها الأولى، لكن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم قرر بعد عام واحد فقط وتحديدا 1921 منع كرة القدم النسائية، بداعي أن تلك الرياضة مناسبة أكثر للرجال، وبالتالي تم وأد الانطلاقة المميزة للعبة، وإنهاء مستقبل الكثير من اللاعبات اللاتي بدأن في احترافها ومن بينهن ليلى بار.

بعد نحو 50 عاما من العزلة، وفي عام 1971، قرر الاتحاد الإنجليزي إعطاء الشرعية مجددا لكرة القدم النسائية، ورفع الحظر عنها، بعد عامين من تأسيس أول اتحاد للعبة للسيدات في إنجلترا، لتبدأ الفتيات والسيدات من وقتها في الاتجاه للكرة النسائية من جديد وممارستها بشكل احترافي دون أي قيود.

وانتشرت الكرة النسائية في السبعينيات داخل أغلب أنحاء العالم بشكل أكثر احترافية، وبدأ الحديث عن إطلاق بطولة لكأس العالم للسيدات، أخذت عدة أشكال غير رسمية وغير موسعة في البداية، أقيمت في عدة دول مثل إيطاليا 1970، والمكسيك 1971، بجانب 4 نسخ أقيمت في الثمانينيات في إيطاليا.

ونظم الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بطولة تجريبية في عام 1988 أقيمت في الصين، بمشاركة 12 منتخبا، بينها 4 من أوروبا و3 من آسيا، ومنتخبان من الكونكاكاف، ومنتخب واحد من كل من أفريقيا واتحاد أمريكا الجنوبية والأوقيانوسيا، والتي شهدت إقبالا جماهيريا كبيرا، مما دعا الفيفا لإطلاق أول نسخة رسمية من البطولة في عام 1991.

وأقيمت كأس العالم للسيدات في نسختها الأولى بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1991، بعدما كان مقررا إقامتها في الصين، وشارك فيها 12 منتخبا هي المضيف كممثل للكونكاكاف، ومعه من أوروبا النرويج والدنمارك والسويد وألمانيا وإيطاليا، ونيجيريا من أفريقيا، والصين واليابان وتايبيه من آسيا، ونيوزيلندا من الأوقيانوسيا، والبرازيل من أمريكا الجنوبية، وتوجت بها صاحبات الأرض.

وشهدت اللعبة بعدها تطورات أكبر، انعكست بالطبع على شكل بطولاتها وعلى رأسها كأس العالم للسيدات، التي وصل عدد المنتخبات المشاركة فيها إلى 32 منتخبا خلال النسخة المنقضية.

هذا الأمر يؤكد أن كرة القدم للسيدات كانت ذات شعبية كبرى مع السنوات الأولى لانطلاقتها، إذا ما علمنا أن أكثر مباراة نسائية جذبت عددا من المتفرجين هي المباراة النهائية لأمم أوروبا للسيدات 2022، التي جمعت بين منتخبي إيطاليا وإنجلترا في ملعب ويمبلي، وانتهت لصالح الإنجليز أصحاب الأرض بنتيجة 2-1، حيث حضرها نحو 87 ألف متفرج.

في حين حضر نهائي كأس العالم للسيدات 2023، الذي جمع بين منتخبي إنجلترا وإسبانيا وأقيم في ملعب أستراليا، نحو 75 ألفا و784 متفرجا، يمثلون السعة الرسمية للملعب.

©شمس الأخبار