من القمة إلى الصفر بسرعة الصاروخ، سقط النجم الإنجليزي جود بيلينجهام بشكل مروع في موسمه الثاني مع نادي ريال مدريد، حيث كان أحد هدافي الفريق في الموسم الماضي، لكنه فقد هذه الميزة السحرية بشكل مفاجئ وأصبح لغزًا كبيرًا.Getty Imagesمحمد سعيد
هكذا ضاعت "حلاوة البدايات" .. بيلينجهام يهبط إلى "الصفر" بإرادة أنشيلوتي وإرث كروس الظالم!
جود بيلينجهامريال مدريدكارلو أنشيلوتيفقرات ومقالاتبرشلونةالدوري الإسباني – لا ليجادوري أبطال أوروباكيليان مبابيتوني كروسريال مدريد يفقد العصا السحرية لحسم الكلاسيكو
من القمة إلى الصفر بسرعة الصاروخ، سقط النجم الإنجليزي جود بيلينجهام بشكل مروع في موسمه الثاني مع نادي ريال مدريد، حيث كان أحد هدافي الفريق في الموسم الماضي، لكنه فقد هذه الميزة السحرية بشكل مفاجئ وأصبح لغزًا كبيرًا.
بيلينجهام، لاعب خط الوسط الذي انضم إلى ريال مدريد في صيف 2023، قادمًا من بوروسيا دورتموند في صفقة لم تحتج إلى أي وقت لإثبات نجاحها، لعب بقميص الملكي 42 مباراة في موسم 2023-2024، سجل 23 هدفًا وقدم 13 تمريرة حاسمة، ليساهم بشكل مباشر في فوز فريقه بالثلاثية (دوري أبطال أوروبا والسوبر الإسباني والدوري الإسباني).
الأرقام السابقة للاعب خط وسط وليس جناحًا أو مهاجًم صريحًا، لذلك كان الإنجليزي بلا شك الصفقة الأفضل في العالم خلال الموسم الماضي، مما وضعه بمنتهى الاستحقاقية ضمن المرشحين للفوز بالكرة الذهبية (حل في المركز الثالث)، وجعلته حديث العالم وأمل المستقبل للميرنجي، حتى أنه بدأت مقارنات بين وبين بأساطير مثل زين الدين زيدان.
الموضوع يُستكمل بالأسفلومع بداية الموسم الحالي، تعاقد الملكي مع النجم الفرنسي كيليان مبابي وبدا أن الفريق يسير نحو "جلاكتيكوس" سيكتسح الأخضر واليابس، ليس في إسبانيا فقط بل في أوروبا كافة، إلا أن ما حدث كان على عكس المتوقع.
وبدأت سقطات الفريق الملكي وأبرز، خسارة الميزة السحرية لدى لاعب الوسط الهداف جود بيلينجهام، حيث لعب مع الفريق 7 مباريات، لم يسجل أي هدف منذ بداية الموسم في ظاهرة غريبة ليس لها مبرر، حتى لو كان قد غاب عن الفريق 4 مباريات للإصابة.
المباريات التالية
الدوري الإسباني – لا ليجاBARATMاستعراض المباراةالدوري الإسباني – لا ليجاRMASEVاستعراض المباراةلماذا لا يسجل جود بيلينجهام؟ وهل هو وحده المسؤول عن مسح ذاكرته التهديفية؟ أسئلة لا تطرحها جماهير ريال مدريد فقط، بل هو سؤال يشغل عقل الملايين من عشاق كرة القدم ويجيب "GOAL" عليه في السطور التالية...
ماذا فعلت في الكنز الإنجليزي يا أنشيلوتي؟
لا أحد يستطيع التشكيك في قدرات المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد في إخراج أفضل ما لدى أي لاعب كرة قدم مميز، والأمثلة لا تعد ولا تحصى، لكن أهمها هو بيلينجهام نفسه الذي تألق تحت قيادة هذا العجوز في موسمه الأول مع ريال مدريد وتحول إلى آلة تهديفية لا تعطل.
لكن ما حدث مع بيلينجهام هذا الموسم، هو نتيجة مباشرة لقرار فني خاطئ من أنشيلوتي في استغلال هذه الموهبة الفريدة، حيث قام عامدًا بتغيير مركزه في ريال مدريد من لاعب الوسط الهجومي (مركز 10) إلى لاعب وسط ارتكاز متقدم (مركز 8) وجناح أيمن أحيانًا، لعدة أسباب.
أهم هذه الأسباب بالطبع هي التركيبة الهجومية المختلفة للريال، ففي الموسم الماضي كان جود يلعب وخلفه ثنائية الوسط توني كروس ولوكا مودريتش وأحيانا فيدي فالفيردي، مما يسمح له بحرية التقدم دائمًا ليكون حلقة وصل جبارة بين الوسط وثنائي الهجوم البرازيلي روريجو وفينيسيوس جونيور.
كان جود يتقدم بدون حسابات كثيرة للجوانب الدفاعية لأن في خلف حائط صد صلب، بخلاف امتلاكه أكثر من ممرر رائع للكرات العرضية أو البينية في قلب دفاع المنافس، ليتقدم دون رقابة من الخلف ويستغلها في تسجيل الأهداف.
المشكلة ليست في بيلينجهام.. والكلاسيكو أكبر دليل
هذا الموسم اختلف الأمر كثيرًا، اعتزل مهندس الوسط توني كروس، جاء كيليان مبابي واستحوذ على مركز المهاجم الصريح بدلًا من رودريجو أو خوسيلو، وأصبح أنشيلوتي مجبرًا على إعادة بيلينجهام إلى خط الوسط بشكل صريح ليجاور فالفيردي وتشواميني أو كامافينجا.
صحيفة "ماركا" الإسبانية، أكدت وفقًا للأرقام والخرائط الحرارية للنجم الدولي الإنجليزي، أن أداءه الفردي لا يزال جيدًا، لكن المشكلة تكمن في كيفية استغلاله داخل الملعب، مؤكدة أن أنشيلوتي يحتاج إلى تعديل أسلوبه لإعادة بيلينجهام إلى مركز يسمح له بأن يكون أكثر حسمًا وتأثيرًا، في وسط الملعب حيث أثبت اللاعب الإنجليزي قدراته الفائقة خلال الموسم الماضي.
ويمكن اعتبار الكلاسيكو أفضل اختبار للقدرات الفردية لأي لاعب، وبالعودة إلى الموسم الماضي نجد أن بيلينجهام لعب أمام برشلونة في الموسم الماضي مباراتين بالليجا، سجل في الأولى هدفين وقاد فريقه للفوز (2-1) وسجل هدف الفوز أيضًا في مباراة الإياب التي انتهت (3-2)، أي أنه كان أهم لاعب في كتيبة الريال أمام البارسا.
لكن الكلاسيكو الأخير في "سانتياجو برنابيو"، كان كاشفًا لمدى خسارة ريال مدريد لقدرات لاعب هداف وموهوب بالفطرة بحجم بيلينجهام، حيث تم تقييده بأدوار دفاعية صريحة وكان بعيدًا تمامًا عن مركزه المعتاد، حيث أظهرت الخرائط الحرارية أن أكثر أماكن تواجده كانت في أماكن أقرب للظهير الأيمن وفي مناطق متأخرة من الملعب، لدرجة أن متوسط تمركزه كان خلف لوكاس فاسكيز.
❗️ Jude Bellingham played deeper than Lucas Vazquez.@marcapic.twitter.com/ttblehq0Sl
— Madrid Xtra (@MadridXtra)October 27, 2024هذا الوضع أبعد النجم الإنجليزي بالطبع عن منطقة الجزاء بصورة كبيرة أو المناطق التي تسمح بتسديدات خطيرة على مرمى المنافس، بينما ارتكز اللعب على إمداد كيليان مبابي بالكرات البينية، لكن كما يعرف الجميع فالفرنسي في ذلك اليوم كان الفريسة المثالية لمصيدة التسلل الكتالونية، بينما كان فينيسيوس يخوض بمفرده معركة على الجبهة اليسرى وفشل في الاختراق والتهديدي، لذلك خسر أنشيلوتي الجلد والسقط وسقط الفريق برباعية قاتلة.
التركيبة الهجومية وخلافة كروس
ما الحل إذن؟ .. الأمر كله في يد أنشيلوتي، لأن تغيير التركيبة الهجومية لريال مدريد ليس أمرًا سلبيًا، فلا يمكن على الإطلاق أن يكون لديك موهبة بحجم كيليان مبابي وتتخلى عن دور لها في التشكيلة، لكن هذا الدور يجب أن يكون بضوابط ووفقًا لتنسيق وانسجام واضح مع فينيسيوس وبيلينجهام حتى يستفيد الفريق.
بالطبع كان تغيير مركز بيلينجهام جزءًا من خطة أنشيلوتي للتأقلم مع وصول كيليان مبابي، لكن هذا ظلم النجم الإنجليزي الذي اعتاد اللعب بشكل أساسي في العمق، ووجد نفسه فجأة يلعب في الجناح الأيمن في بعض المباريات، بما في ذلك الكلاسيكو.
ومع فشل التجربة على أرض الواقع، يجب أن يعود بيلينجهام إلى مركزه المفضل مع الاعتماد على ثنائية فيدي فالفيردي وكامافينجا، ومنح الإنجليزي حرية التقدم والمساندة مع مبابي وفيني، كما حدث في الشوط الثاني من مباراتي سيلتا فيجو وبوروسيا دورتموند، عندما صحح أنشيلوتي من أوضاع فريقه وعاد في النتيجة.
لكن، هذا لا يمنع أن ريال مدريد يجب أن يبحث في الميركاتو الشتوي المقبل عن لاعب وسط بمواصفات تواكب الدور الذي كان يقدمه توني كروس، لأن بيلينجهام لن يكون أبدًا خليفة للنجم الألماني المعتزل فصفاته تختلف وإمكانياته تحتاج إلى توظيف آخر.
احذر .. ريال مدريد يرجع إلى الخلف
كرة القدم في الأساس لعبة جماعية، لذلك مهما كانت قدرات جود بيلينجهام الفردية مميزة، لا يمكن إغفال على الإطلاق أن الحالة الفردية لأي لاعب ترتبط بالأداء والمزاج العام للفريق.
ومنذ بداية الموسم الحالي، يتضح للجميع أن ريال مدريد في حالة مرتبكة للغاية، فالفريق الذي بدأ حملته لاكتساح منصات التتويج، نجح بالفعل في الفوز بالسوبر الأوروبي على حساب أتالانتا، لكن منذ أن وطئت أقدام لاعبيه أرض الملاعب الإسبانية في الليجا وعدة ملاعب أوروبية في دوري الأبطال ولا أحد يرضى عن الأداء ولا حتى النتائج.
The Men's Team of the Year: Real Madrid ⚪pic.twitter.com/op8IgmTaA2
— B/R Football (@brfootball)October 28, 2024وبعد مرور 11 جولة، يحتل ريال مدريد وصافة الليجا خلف غريمه الأزلي برشلونة بفارق 6 نقاط كاملة، حيث فاز بـ7 مباريات فقط وتعادل 3 مرتين، وخسر مرة وما أقساها من خسارة على يد المنافس الكتالوني برباعية نظيفة في "سانتياجو برنابيو".
وبالطبع لا يمكن تحميل بيلينجهام وحده مسؤولية تراجع معدلاته التهديفية، خصوصًا أن الفريق كله يعاني على مستوى الأداء الجماعي وكذلك الفردي، وهي مشكلة يجب أن يجد لها أنشيلوتي حلًا، سوءا بتجديد الدوافع وخلق مزيد من الانسجام واستعادة شخصية الفريق مع إعطاء الفرصة لأسماء أخرى مثل براهيم دياز وأردا جول المزيد من الفرص.
إعلان