جوك ستين.. معلم فيرجسون الذي مات فرحا بالتأهل للمونديال (2-2)

2024-12-28 15:17:55

برشلونة ضد ليغانيز

مثل الكثيرين الطفولة، حَلِمَ الإسكتلندي جوك ستين، بأن يصبح يومًا ما، لاعب كرة قدم محترف، مشهور، يعرفه الجميع، يلتف حوله الناس أينما ذهب، يحدثونه إبداعاته، ولمساته الفنية، وعن البطولات التي جلبها لهم.

مثل الكثيرين في الطفولة، حَلِمَ الإسكتلندي جوك ستين، بأن يصبح يومًا ما، لاعب كرة قدم محترف، مشهور، يعرفه الجميع، يلتف حوله الناس أينما ذهب، يحدثونه عن إبداعاته، ولمساته الفنية، وعن البطولات التي جلبها لهم.وتناولنا في الحلقة الأولى، تدرج ستين مشواره حتى وصل إلى اليوم الفصل في 1985، تحديدًا في 10 سبتمبر/أيلول من هذا العام، ذلك اليوم الذي انتظره لأعوام وتمناه، فالمنتخب الإسكتلندي يومها كان قاب قوسين، أو أدني من التأهل لكأس العالم 1986.يمكنكم متابعة الحلقة الأولى(هنا)يومها كانت مباراة مصيرية بين منتخب إسكتلندا أمام ويلز، على ملعب نينيان بارك، باستاد نادي كارديف سيتي، وكتيبة ستين في حاجة فقط للتعادل.توتر (ستين) وقتها كان يفوق الوصف، ففي باله يدور ألف احتمال، يفكر في ملايين الأسكتلنديين، الذين يعلقون عليه كل الآمال، ووقف على الخط منذ الدقيقة الأولى للمباراة يعنف لاعبيه ويعطيهم التوجيهات، ويحفزهم.لكن جاءت الرياح بما لا تشتهيه سفن ستين، بتقدم المنتخب الويلزى بهدف فى الشوط الأول، ذلك الهدف الذي قد يحطم حلمه هذه المرة، ويقضى على تأهلهم.وزاد هذا من توتره ومعها زادت نبضات قلبه، فهو يود لو ينضم إلى لاعبيه في الملعب ويحرز هدف التعادل، خاصة وأن المباراة أصبحت على وشك الانتهاء، ولا تزال الهزيمة هي حليفة الأسكتلنديين.وظل الوضع هكذا حتى الدقيقة (80)، التي أنعشت القلوب من جديد، فالحكم الهولندي، جان كييزر، احتسب لهم ركلة جزاء.وبينما يتقدم اللاعب كوبى ديفى، لتنفيذ ضربة الجزاء، كان ستين يشعر بألم شديد فى صدره وقلبه يتمزق من الوجع وتزداد نبضاته وآلامه، وحاول التغلب على هذا الشعور.وأخذ يخاطب الكرة من على الخط، دون أن ينطق بكلمة، وكأنه يتوسل إلى محبوبته، يترجاها ألا تتركه في هذا اليوم الذي يحتاج فيه إليها أكثر من أي وقت مضى.jaker aliكان يقول لها في داخل نفسه: "اسكنِ الشباك. أسعديني، وأسعدي كل هذه الجماهير. امنحينا العبور لكأس العالم.. كوني كما عهدتك دومًا سر الحياة ومفتاح السعادة.. اسكنِ الشباك ولا تخذليني"، وبالفعل لم تخذله، فسددها لاعبه بثبات شديد، وأسكنها الشباك.ومع تسجيل التعادل، تعالت الصيحات في المدرجات الأسكتلندية، تشجعيًا وامتنانًا، والفرحة تملأ وجوههم، وكانت الدقائق المتبقية ثقيلة للغاية عليهم، وعلى قلب ستين، الذي لا يزال صدره يؤلمه بشدة.جميعهم كان في انتظار صافرة النهاية بهذه النتيجة التي ترضيهم، لكنهم لم يتوقعوا أن تأتيهم الصدمة مع نهاية اللقاء، رغم تعادلهم وتأهلهم لمونديال 1986.الصدمة كانت بوفاة ستين، بعدما اشتد عليه الألم بضراوة مع انتهاء المباراة، وسقط ميتًا نتيجة أزمة قلبية من فرط سعادته بالتأهل ولم يكن ذلك في الحسبان، فلم يتوقع أن فرحته لن تكتمل، وأن حلمه هذه المرة بقيادة منتخب بلاده في كأس العالم، لن يتحقق، ويتركه لخليفته أليكس فيرجسون.لم يكن يتخيل رفاقه، ولو للحظة ولا (ستين) نفسه أنَّ مزحتهم معه قبل أعوام كثيرة مضت، ستنقلب إلى كابوس، وأنه سيموت هكذا بين أحضان الكرة التي أحبها وأخلص لها، بعدما أسعد الأسكتلنديين على حساب نفسه.

جوك ستين.. معلم فيرجسون الذي مات فرحا بالتأهل للمونديال (2-2)

©شمس الأخبار