لكي ينجح أي شخص في هذه الحياة؛ لابد أن يكون لديه القدرة على اتخاذ القرارات "الشجاعة والجريئة"، في بعض الأمور المصيرية والقضايا الحساسة، التي تحتاج إلى تدخل عاجل وحاسم.Getty Image/ GOAL ARأحمد فرهود
إلى العرب "ضيوف الشرف في اللعبة" .. فلتتعلموا من قطر وانظروا كيف تم إنقاذ مسيرة ليونيل ميسي الدولية!
فقرات ومقالاتإسبانياالأرجنتينقطرالسعوديةليونيل سكالونيليونيل ميسيكوبا أمريكابطولة أمم أوروبا (يورو)كأس آسياهل تسير الاتحادات العربية على نفس الخطى؟..
لكي ينجح أي شخص في هذه الحياة؛ لابد أن يكون لديه القدرة على اتخاذ القرارات "الشجاعة والجريئة"، في بعض الأمور المصيرية والقضايا الحساسة، التي تحتاج إلى تدخل عاجل وحاسم.
وفي اللعبة الأكثر شعبية في العالم "كرة القدم"، لا يختلف الأمر كثيرًا عن الحياة العادية؛ حيث تجد الأندية والاتحادات المحلية أنفسها، في حاجة إلى اتخاذ بعض القرارات العاجلة والحاسمة، خاصة في تلك التي تتعلق باختيار الأجهزة الفنية والصفقات الجديدة.
اتحادات محلية مثل قطر والأرجنتين وإسبانيا، نجحوا في هذا الاختبار الكبير؛ حيث اتخذوا قرارًا شجاعًا وجريئًا قادهم إلى "المجد الكروي"، في السنوات القليلة الماضية.
الموضوع يُستكمل بالأسفلقطر والأرجنتين وإسبانيا اتفقوا على قرارٍ واحد؛ هو: تعيين مدرب يعرف "بيئة البلد" بشكل جيد، وذلك على رأس القيادة الفنية للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم.
قطر.. اسم تدريبي "مغمور" يعمل في البلاد منذ سنوات
Getty Imagesأعلن الاتحاد القطري لكرة القدم في السادس من شهر ديسمبر عام 2023، التعاقد مع المدرب الإسباني ماركيز لوبيز؛ لخلافة البرتغالي "الشهير" كارلوس كيروش، على رأس القيادة الفنية للمنتخب الوطني.
هذا القرار؛ جاء قبل شهر واحد تقريبًا من انطلاق بطولة كأس أمم آسيا 2023، والتي استضافتها الدوحة القطرية على أراضيها، في الفترة من 12 يناير إلى 10 فبراير 2024.
وعلى الرغم من أن اسم ماركيز التدريبي، أقل بكثير من نظيره كيروش؛ إلا أن الاتحاد القطري للعبة قرر "المغامرة"، بالاعتماد على مدرب يعرف بيئة الدولة ونفسية اللاعب المحلي جيدًا؛ وهو ما أسفر بالفعل عن التتويج بلقب كأس أمم آسيا 2023، وبمستوى أكثر من رائع.
ماركيز البالغ من العمر 62 سنة، يعمل في دولة قطر منذ يناير من عام 2018؛ عندما تولى القيادة الفنية للفريق الأول لكرة القدم بنادي الوكرة، قبل أن يوقع مع المنتخب الوطني.
عمل المدرب الإسباني في قطر منذ سنواتٍ طويلة، قبل التوقيع مع المنتخب الوطني؛ جعل اختياره للاعبين ووضعه للخطط الفنية والتكتيكية في مباريات كأس آسيا، ناجحًا للغاية وينم عن معرفة تامة بأدق التفاصيل.
الأرجنتين.. ابن البلد "ينقذ" مسيرة ليونيل ميسي الدولية
Getty Imagesقبل التجربة القطرية.. قرر الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم "المغامرة"؛ عندما عيّن الشاب ليونيل سكالوني، في أغسطس من عام 2018، على رأس القيادة الفنية للمنتخب الوطني الأول، على أمل إنقاذ السنوات الأخيرة من مسيرة الأسطورة ليونيل ميسي الدولية.
سكالوني عمل كـ"مساعد مدرب" لمنتخب الأرجنتين الأول لكرة القدم، وكـ"مدير فني" للمنتخب الوطني تحت 20 سنة، قبل أن يتولى منصبه الحالي في أغسطس 2018.
معرفة سكالوني الجيدة بـ"بيئة العمل" في المنتخب الوطني، جعلته يحقق الإنجاز الكروي تلو الآخر؛ حيث توج في 6 سنواتٍ فقط، بأربعة ألقاب كبرى.
هذه الألقاب بدأت في يوليو 2021، عندما حصل المنتخب الأرجنتيني على "كوبا أمريكا"، بالفوز (1-0) على البرازيل في المباراة النهائية؛ ليعقبه التتويج بـ"كأس فيناليسيما" أو السوبر بين بطلي أوروبا والكونميبول، باكتساح إيطاليا بـ"ثلاثية نظيفة".
وجاء اللقب الأهم والمنتظر لكتيبة سكالوني، في ديسمبر من عام 2022؛ بالتتويج ببطولة "كأس العالم" التي استضافتها الدوحة القطرية على أراضيها، بعد الفوز في النهائي على فرنسا بـ"ركلات الترجيح"، عقب التعادل الإيجابي (3-3)، في واحدة من المباريات التي ستظل مُخلدة في كتب التاريخ؛ ليختتم هذه السلسلة منذ أسبوعين تقريبًا، بلقب ثانٍ في "كوبا أمريكا".
وكان رصيد ميسي مع منتخب الأرجنتين الأول "صفر بطولات دولية"، قبل هذه الألقاب الأربعة؛ إلا أنه بفضل القرار الجريء من الاتحاد المحلي للعبة، بالتوقيع مع ليونيل سكالوني البالغ من العمر 46 سنة؛ حقق خلال 3 سنواتٍ فقط، كل شيء في عالم الساحرة المستديرة.
إسبانيا.. الرجل الخبير يعيد "اللاروخا" لمنصات التتويج
Getty Imagesوأخيرًا.. تظهر تجربة لويس دي لا فوينتي "الناجحة"، مع منتخب إسبانيا الأول لكرة القدم؛ وذلك بعد التعاقد معه في يناير 2023، خلفًا للمدرب الشهير لويس إنريكي.
دي لا فوينتي بأسماء صغيرة في السن، وبدون "النجم الأوحد"؛ نجح في قيادة منتخب إسبانيا الأول لكرة القدم، خلال عام ونصف فقط، للحصول على لقبي دوري الأمم الأوروبية وكأس أوروبا؛ وذلك بعد سنواتٍ طويلة من الغياب عن منصات التتويج.
نجاح هذا المدرب البالغ من العمر 63 سنة، لم يكن وليد الصدفة أبدًا؛ حيث أنه يعرف "البيئة" جيدًا، بعد أن عمل في جميع الفئات السنية للمنتخب الإسباني، لمدة 9 سنوات ونصف، منذ يونيو 2013 إلى يناير 2023.
وتولى دي لا فوينتي قيادة الفئات السنية للمنتخب الإسباني تحت 18 و19 و21 سنة؛ حيث توّج بلقبي كأس أمم أوروبا مع الاثنين الأخيرين.
لذلك وبعد نجاح هذه التجارب الثلاث.. يبدو أنه حان الوقت للاتحادات العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية التي تملك أقوى دوري محلي في المنطقة، أن تعتمد على أسماء تدريبية تعرف "بيئة البلد" جيدًا، بدلًا من سياسة اختيار الأسماء الكبيرة.
منتخب السعودية الأول لكرة القدم على سبيل المثال، يبتعد عن منصات التتويج منذ 21 سنة تقريبًا؛ وتحديدًا منذ الحصول على لقب كأس الخليج العربي عام 2003.
وبخلاف الأخضر السعودي.. هُناك العديد من المنتخبات العربية العريقة، التي لعبت دور "ضيف الشرف" في كرة القدم، خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك بالابتعاد عن الإنجازات الكروية ومنصات التتويج.
جدير بالذكر أن هُناك منتخب عربي آخر، "راهن" على اسم يعرف بينة البلد جيدًا؛ وهو المغرب، الذي عيّن وليد الركراكي مديرًا فنيًا للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم، بعد أن عمل لسنواتٍ عديدة كـ"مدرب" للفتح الرباطي ونادي الوداد؛ ليحقق معه إنجازًا تاريخيًا خالدًا، بالحصول على المركز الرابع في كأس العالم "قطر 2022".
إعلان